المثلث الحدودي يقلب موازين الصراع في شمال إفريقيا

السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر ضربة استراتيجية حاسمة لقوات الDM السريع تقلب موازين الصراع في شمال إفريقيا
متابعات – السلطة نت
رؤية تحليلية بقلم : لنا مهدي
منطقة المثلث الواقعة على تخوم الحدود بين السودان وليبيا ومصر ليست مجرد نقطة جغرافية مهمشة بل تحولت إلى مركز ثقل استراتيجي عالي الحساسية منطقة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية والدولية وتتجاذبها أطماع متعددة الأوجه والمصادر
تحرير المثلث من قبل قوات الDM السريع يشكل تحولاً نوعياً في ميزان القوى ليس فقط ميدانيا بل في عمق معادلة النفوذ الإقليمي فهذه المنطقة ظلت لعقود تمثل معبراً للتهريب ومنطقة رمادية تستخدمها شبكات الجريمة العابرة للحدود كما كانت ملاذاً للمجموعات المسلحة ومرصداً استخباراتياً تتحرك فيه أجندات دولية بتكتم ودهاء
قوات الDM السريع بتحرير المنطقة سيطرت على بوابة استراتيجية تتيح مراقبة وتوجيه الحركة عبر أكثر مناطق التماس تعقيداً في شمال إفريقيا؛ فالسيطرة على المثلث تعني القدرة على قطع شرايين الإمداد غير النظامي وحجب المسارات الخفية التي كانت تتحرك فيها الجماعات المتطرفة وشبكات السلاح والبشر
جغرافيا المنطقة تمنح أفضلية تكتيكية لأي قوة مسيطرة فالمثلث يفتح نوافذ على الصحراء الليبية وعلى العمق المصري وعلى غرب السودان وشماله ما يعني أن من يمسك به يضع يده على مفاتيح الحركة في رقعة تمتد من دارفور إلى واحة الكفرة ومن صحراء العوينات إلى تخوم الشمال
لنتحدث عن المثلث جيوسياسياً ؛ فالمنطقة تمثل توازناً حساساً بين ثلاث دول لكل منها حساباتها وهواجسها الأمنية والاقتصادية ومن يفرض سيطرته عليه يصبح رقماً صعباً في معادلات التنسيق الحدودي والسيطرة على المعابر وتوجيه تدفق السلاح والمقاتلين والمصالح العابرة للقارات
أما عسكرياً فإن السيطرة عليه تفتح آفاقاً لوجستية لا يستهان بها إذ توفر طرق إمداد بديلة وخطوط انسحاب مرنة وقواعد لإنطلاق عمليات خاطفة في العمق سواء دفاعاً أو هجوماً كما تتيح مراقبة جوية وأرضية على نطاق شاسع من الأراضي الرخوة والتي كانت خارج السيطرة الفعلية لأي جهة
أمنياً يمثل المثلث أكبر ثغرة حدودية في شمال السودان فهو منطقة كانت تستخدم لتجاوز الرقابة الرسمية وتهديد الاستقرار الداخلي عبر تسلل السلاح والمرتزقة والتقنيات المحظورة واليوم بعد تحريره أصبحت هذه الثغرة تحت السيطرة ما يعزز من قدرة قوات الDM السريع على فرض الأمن الاستباقي وتوجيه ضربات عميقة لأي تهديد قبل أن يبلغ قلب الدولة
تحرير المثلث لا يمكن عزله عن الدينامية الإقليمية فهو نصر يعيد ترسيم حدود التأثير ويمنح قوات الDM السريع موقعاً متقدماً أمام جميع اللاعبين الدوليين في ملف السودان بل يتجاوز ذلك ليؤثر على الحسابات الليبية والمصرية في آن واحد فتحرير المثلث انتصار يجمع بين الرمزية والقوة وبين الجغرافيا والمعادلة السياسية الجديدة
تحرير المثلث الحدودي هو فصل جديد في صراع النفوذ ؛ فمن يملكه يملك مفاتيح بوابة الشمال ومن يملك البوابة يفرض شروطه على الجميع.
شارك هذا الموضوع