مقالات

لماذا صمتت مصر عن الصراع في منطقة المثلث؟

لماذا صمتت مصر عن الصراع في منطقة المثلث

متابعات- السلطة نت

الغياب المصري المريب حتى الآن عن التعليق أو التحرك إزاء وجود قوات الدعم السريع على تخوم حدودها الجنوبية القصوى، المشتركة مع السودان وليبيا في المثلث الحدودي ، يرسم ملامح جديدة للحرب السودانية. هذا الصمت لا يبدو عابرًا، بل يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول طبيعة العلاقة الراهنة بين القاهرة وبورتسودان — أو بالأحرى، مع قيادة الجيش السوداني.

ويبدو أن القاهرة قد سئمت وعود عرقوب التي يكررها البرهان، بلا طائل.”

هذا الغياب السياسي الصاخب يفرض نفسه على المشهد، لا باعتباره حيادًا، بل كإشارة ضمنية إلى تبدّل في أولويات القاهرة أو ربما إعادة تقييم للعلاقة مع الجنرال عبد الفتاح البرهان وقيادة الجيش السوداني.

لقد بات من الواضح أن البرهان، الذي لطالما قدّم نفسه حليفًا وشريكًا استراتيجيًا لمصر، قد استهلك ما تبقى من رصيد الثقة. بوعوده المتكررة لدحر الدعم السريع وتثبيت سيطرة الجيش و تحولت الوعود إلى نمط ثابت من التراجع والخسائر الميدانية، مصحوبة بخطاب مكرر لا يُقنع أحدًا. في القاهرة، يبدو أن صبر المؤسسات قد نفد، وأن “وعود عرقوب” لم تعد تُصرف في بورصة الأمن القومي.

وفي ظل هذا التحول، لا بد من طرح تساؤلات جوهرية :

هل باتت القاهرة ترى في استمرار الحرب تهديدًا أقل من احتمالية فوز طرف بعينه؟!

وهل يشكل صعود الدعم السريع، بكل ارتباطاته الإقليمية، تهديدًا مباشرًا، أم أنه مجرد ورقة ضمن لعبة توازنات أكبر تُدار بصمت؟!

والأهم، هل ما زالت القاهرة ترى في بورتسودان مركز ثقل سياسي، أم أن البوصلة بدأت تميل نحو قراءات جديدة لا ترى في الجيش السوداني سوى عبء عاجز؟

المفارقة أن القاهرة، التي كانت دوماً تفضل التحرك الوقائي في جغرافيتها الجنوبية، تبدو اليوم وكأنها اختارت موقع المتفرج — أو المتأمل في سقوط صديق قديم لم يحسن قراءة لحظة سقوطه.

رأي شخصي:

كمتابع للمشهد، لا يسعني إلا أن ألاحظ التردد المصري الذي يكاد يلامس حدود الخطأ الاستراتيجي. فترك الميدان السوداني لقوى إقليمية أخرى — دون أي تحرك فعلي، هو أشبه بمنح خصومك أوراق القوة في صمت.

وإذا كانت القاهرة قد ضاقت ذرعًا بالبرهان، فإن السكوت على تمدد الدعم السريع هو مقامرة لا تقل خطورة. فالمعادلة والطبيعه لا تحتمل الفراغ،

هل تعيد القاهره ضبط العلاقة مع الجيش السوداني بناءً على الواقعية لا العواطف القديمة ؟! خاصه في وجود وتقاطع حليف وصديق قديم مثل الجنرال #حفتر الشربك الأساسي في حرب القضاء علي الأرهاب في الجوار الليبي ؟! ،

أم ( تفضل الانخراط الجاد في رسم نهاية لهذه الحرب العبثية التي لا تُهدد السودان وحده، بل ترتد مباشرة على أمن مصر وحدودها ومستقبلها الإقليمي. ممكن ومنطقي جدا خاصه بعد اضافتها للرباعيه بديلا عن المملكه المتحده كجزء من الحل وقريب من الجيش السوداني وصانعي قراره ) .

هذا الغياب ليس مجرد حياد ولا غفله غير مقصوده … بل هو بداية لواقع جديد في العلاقة بين القاهرة وقيادة الجيش السوداني.

هل باتت مصر ترى أن الحرب في السودان لا تستحق الانخراط؟!
بالتالي تركت الميدان لغيرها؟!

أم أنها تنتظر لحظة سقوط البرهان لتُعيد رسم أوراقها مع لاعب جديد؟!

 

الصمت المصري في هذا التوقيت ليس حكمة… بل غفلة مكلفة.

الجيش السوداني قد يكون مأزوماً، لكنه يظل الطرف الأقرب لمعادلة الأمن المصري.

أما الدعم السريع، فتمدده في الغرب والجنوب لا يمكن تجاهله… ولا التساهل معه.

إن كانت القاهرة قد فقدت ثقتها في البرهان، فهذا مفهوم.
لكن ترك الحدود بلا موقف؟!

و تسليم السودان — جغرافياً وسياسياً لجهات أخرى؟
هذه مغامرة… الثمن فيها سيكون باهظًا علي القاهره نفسها قبل السودان .

صراع دولي كبير تديره الولايات المتحدة الأمريكية واقليمي أصغر و بالوكالة.

القاهره مابين سندان حدودها الشرقيه الملتهب ومتوتر أصلا مع محاولات فرض التهجير المستمره ومطرقه الحدود الجنوبيه في صراع هيمنه جديد …لكنها بالتأكيد جزء من الحل ومفتاح أساسي له.

 

 

شارك هذا الموضوع

 

زر الذهاب إلى الأعلى