الجزيرة تدخل خط الحرب السودانية بسلاح الإشاعة

حين تصنع الجزيرة الشائعة السياسية : تأخير إعلان الحكومة يُربك المشهد
متابعات – السلطة نت
في ظهر الامس ، بثّت قناة الجزيرة منشوراً مقتضبًا في صفحتها الرسمية كان كافيًا لإثارة زوبعة في الساحة السياسية السودانية. التقرير تحدّث عن “انسحاب الحركة الشعبية – قيادة الحلو من تحالف تأسيس بسبب خلاف على منصب رئيس الوزراء”. بدا الأمر، للوهلة الأولى، كأنه تسريب من عمق الغرف المغلقة. لكن الحقيقة، كما تظهر في السياق والوقائع، تشير إلى ما هو أبعد من مجرد “خلاف إداري”.
لم تنقل الجزيرة خبرًا، بل مارست دورًا سياسيًا واضحًا. دورٌ ليس وليد اللحظة، بل مرتبط تاريخيًا بمواقفها الداعمة لتيارات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي قادت واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ السودان، باسم الدين وبشراهة السلطة.
في اليوم ذاته، كانت بعض الدوائر التابعة لحكومة بورسودان تعكف على إعادة ضخ الحياة في مشروع بات يتداعى، فبدأت حملة ممنهجة تهدف إلى ضرب مصداقية “تأسيس”، وتحويل المشروع من لحظة تاريخية لبناء الدولة إلى صراع على كراسي.
والجزيرة؟ كانت رأس الحربة الإعلامية في هذه المحاولة.
لكن الواقع مختلف.
في لقائي الأسبوع الماضي مع رئيس الحركة الشعبية القائد عبد العزيز آدم الحلو منفردا والذي استمر لساعتين كاملتين، بدا واضحًا أن الرجل ما زال يسير بثقة على خطى مشروع “السودان الجديد”. اللقاء، الذي جمعني بعده أيضًا بعدد من قياداتنا العسكرية والسياسية، أكد لي أن المشروع ليس في تراجع، بل يزداد وضوحًا و ان السودان لن يكون كما كان و تأسيس ليس تحلفا تكتيكيا بل استراتيجياً .
قالها الحلو بوضوح: … نحن نعمل من أجل تحرير كل السودان من قبضة الدولة المركزية العنصرية” و لسنا بصدد ان يفكك السودان وان بورسودان هدفنا .
وهنا مربط الفرس.
تحالف “تأسيس” بالنسبة للحركة الشعبية ليس تحالفًا مرحليًا، ولا مناورة ظرفية. هو تجسيد عملي لما يمكن أن نُطلق عليه “الكتلة التاريخية” التي ظلت الحركة تعمل على بنائها لأكثر من ٤٢ عامًا.
كتلة هدفها إعادة صياغة السودان عبر تفكيك بنية الدولة المركزية القديمة، القائمة على العرق والهوية القسرية، وتحويلها إلى دولة مواطنة و ليس جدل بين للمركز و الهامش أو ستعالج مركزيا لمجموعة ضد مجموعات أخرى بل دولة عادلة، عقلانية، علمانية.
-عمار نجم الدين
شارك هذا الموضوع