منوعات

زفاف يصدم المصريين

زفاف يصدم المصريين

متابعات- السلطة نت

أثار فيديو تم تداوله خلال الساعات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، يظهر شابًا مصابًا بمتلازمة داون يحتفل بزفافه، ضجة كبيرة وانقسامًا واسعًا في الآراء، خاصة بعد ظهور العروس في المقطع وهي تبكي، ما فتح الباب أمام تساؤلات قانونية وشرعية حول مدى صحة هذا الزواج.

ردود فعل متباينة على مواقع التواصل.. بين تأييد وتشكيك
موجة من الجدل اجتاحت منصات السوشيال ميديا بعد انتشار الفيديو، حيث أبدى البعض تحفظهم على هذا الزواج، مشيرين إلى أن العروس بدت “كئيبة” و”غير سعيدة”، وهو ما دفعهم للشك في رضاها عن الزواج أو احتمالية إجبارها عليه.

وفي المقابل، تضامن آخرون مع العريس، واعتبروا أن زواجه يمثل انتصارًا للحق في الحياة الطبيعية لكل من يعاني من إعاقة ذهنية، ودعوا إلى احترام مشاعره ومراعاة كرامته.

جدل شرعي وقانوني حول أهلية العقد.. ومخاوف من الإنجاب
انتقل الجدل من السوشيال ميديا إلى نقاش مجتمعي أوسع، حيث تساءل البعض عن الأهلية العقلية والقانونية للشاب لإبرام عقد الزواج، معتبرين أن الحالة الذهنية قد تؤثر على صحة العقد من الناحيتين.

كما أبدى عدد من المتابعين مخاوف تتعلق بالمخاطر الجينية المحتملة في حال الإنجاب، إذ تُظهر بعض الدراسات أن احتمالية انتقال الإعاقة قد تزداد في مثل هذه الحالات، ما أثار تساؤلات طبية وأخلاقية واسعة.

دار الإفتاء تدخل على خط الأزمة.. وتؤكد حق المعاق في الزواج
وردًا على هذه التساؤلات، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى رسمية توضح فيها أن زواج المعاق ذهنيًا جائز شرعًا إذا توفرت أركان العقد، وشُرط فيه أن يكون محاطًا بمن يحرص على مصلحته ويرعى منفعته.

وقالت دار الإفتاء: “من حق المعاق عقليًا أن يتزوج ما دامت أركان الزواج متوافرة، وما دام محاطًا بالحرص على مصلحته”، مشيرة إلى أن مسألة الإنجاب لا تُمنع خشية إنجاب أطفال معاقين، لأن الزواج والإنجاب أمران منفصلان.

وأكدت أن القرار في مسألة الإنجاب من عدمه، أو تأخيره، يعود إلى أهل الاختصاص الطبي، ويتم التعامل معه حالة بحالة، موضحة أن التصرف في زواج المعاق ينبغي أن يكون دائمًا في إطار مصلحته الشخصية والإنسانية.

المجلس القومي للإعاقة: ندرس الزواج من الناحية الطبية والقانونية
من جانبه، علّق المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة على الواقعة، حيث أكد المستشار الإعلامي للمجلس، حسام الدين الأمير، أن المجلس يتابع القضية ويدرسها من الزاوية القانونية والطبية.

وأشار إلى أنه “لا يمكن الجزم بصلاحية هذا الزواج من شخص مصاب بمتلازمة داون قبل الاطلاع على التقارير الطبية التي تحدد مدى الأهلية العقلية والعصبية للعريس“، مضيفًا أن أي قرار ينبغي أن يستند إلى أسس علمية وطبية دقيقة.

رأي صندوق المأذونين: الزواج صحيح بشرط التحقق من الشهادات
في السياق نفسه، أكد إبراهيم سليم، رئيس مجلس إدارة صندوق المأذونين الشرعيين، أن الزواج في هذه الحالة مباح شرعًا وصحيح قانونًا حسب المذاهب الفقهية الأربعة.

وأوضح أن “العديد من المصابين بمتلازمة داون يمتلكون القدرة على الزواج”، لافتًا إلى أن الدولة تشترط الحصول على شهادات طبية رسمية قبل إتمام عقد الزواج، تتضمن تقييمًا للحالة العقلية والصحية.

لكنه أشار إلى نقطة قانونية بالغة الأهمية، إذ قال: “إذا ثبت أن الفتاة أُجبرت على الزواج، فإن من حقها فسخ العقد أو طلب الطلاق للضرر“، وهو ما يعيد النقاش إلى مشهد بكاء العروس في الفيديو المنتشر.

 

شارك هذا الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى